تصنيف الأديان
تصنيف الأديان
بقلم: أ.د أنمار أحمد محمد
إسطنبول 29/ شعبان/ 1441ه
الموافق 22/04/ 2020م
بسم الله الرحمن الرحيم
إن المعتقدات الدينية لدى شعوب وحضارات العالم تتعدد وتتنوع أصولها وتفريعاتها لدرجة يصعب بالفعل حصرها وتصنيفها، وقد اجتهد كثير من علماء تاريخ الأديان ومقارنتها في تصنيفها. وبالطبع فقد اختلفت هذه التصنيفات تبعا لميول هؤلاء العلماء وتبعا للمناهج المتعددة التي اتبعوها. وإن كنت أميل إلى الأخذ بتصنيف العالم المصري أستاذنا الدكتور محمد خليفة حسن (حفظه الله)، في كتابه (تأريخ الأديان دراسة وصفية مقارنة)، حيث يميز بين نوعين كبيرين من التصنيفات؛ تصنيفات غير علمية وغير موضوعية، وتصنيفات علمية موضوعية. ووفق ذلك يمكن تصنيف الأديان إلى:
أولاً: التصنيفات غير العلمية للأديان
1- تصنيف الأديان إلى حية وميتة
وهذا التصنيف يستند على وجود هذا الدين أو عدم وجوده على مسرح الحياة الحديثة والمعاصرة؛ فالأديان الحية هي التي لها وجود حالي ولها أتباع يؤمنون بها. أما الأديان الميتة فهي التي زالت من الوجود وانتهت في التأريخ ولم يعد لها أتباع يؤمنون بها حاليا.
وأساس عدم علمية هذا التصنيف أنه أغفل حقيقة أن الفكرة الدينية لا تموت وأنها قد تنتقل إلى صورة أخرى أو تتطور إلى شكل آخر. ومن ثم فالأديان لا تموت موتا حقيقيا كما في الكائنات الحية وإنما تنتقل أفكارها ومفاهيمها من دين إلى دين آخر. فما نتصور أنها ديانات ماتت هي ليست كذلك، وعلى سبيل المثال فإن الفكر الهندي الديني القديم السابق على الهندوسية البراهمانية لم يمت تماما وإنما هو موجود بصورة أو بأخرى في الهندوسية وفى البوذية وفى الجينية. حتى الفكر الديني البدائي لا يزال له وجوده الحالي إما في شكل مستقل أو من خلال تسربه في بعض الديانات الأحدث. ففي القارة الأفريقية مثلا دخلت بعض هذه الأفكار الدينية البدائية في المسيحية والإسلام حال انتشارها في هذه القارة وهذا ما حدث في كل ديانات الشرق الآسيوي حيث تسربت الأفكار الدينية البدائية القديمة في الديانات الحديثة التي يؤمن بها المحدثون.
2- تصنيف الأديان إلى طبيعية وغير طبيعية
وهو تصنيف يعتمد على فصل الأديان الطبيعية أي التي تستمد فكرها الديني من الطبيعة عن الأديان التي تركز على الفكر الماورائى (الميتافيزيقى) وهذا فصل تعسفى نظرا لأن الأديان عموما تنظر إلى الطبيعة والوجود نظرة كلية وتكون تصورا شاملا للعالم الطبيعي وعالم ما وراء الطبيعة حتى إن ركزت على أحد العالمين دون الآخر؛ فالديانات البدائية مثلا ينظر إليها على أنها ديانات طبيعية ارتبط فيها الإنسان بالطبيعة، ومع ذلك لم ينفصل الإنسان المؤمن بها رغم فكره البدائى عن عالم ما وراء الطبيعة وإن جاء تعبيره عن ذلك من خلال الأساطير وليس من خلال الأفكار العقلية المجردة التي ربما حلت فيما بعد في مرحلة لاحقة من تطور هذه الديانات الطبيعية محل الأسطورة حيث أن موقف الإنسان من الطبيعة مرتبط بدرجة التقدم الفكري ومدى قدرته على فهم أسرار الطبيعة. ومن ثم فإن التمييز المزعوم بين الأديان الطبيعية والأديان الميتافيزقية ليس تمييزا علميا.
3- تصنيف الأديان إلى حقيقية وباطلة
وهو تصنيف ذاتى يخضع لرؤية دينية أو مذهبية معينة. ولذلك فهو يكون عادة تمييزا بين دين واحد حقيقي هو ديني أنا وطائفتي نؤمن به، وبين ديانات أخرى باطلة وزائفة لأننا لا نؤمن بها. وبالطبع فهو تصنيف بنى على التمييز والتعصب من البداية، لأن كل صاحب ديانة يعدّ دينه هو الحق وبقية الأديان باطلة. ولذا فهو تصنيف تعسفى فكل دين لدى صاحبه إنما هو طريقة للوصول إلى الحقيقة وما دام البشر مختلفون حول هذه الحقيقة وتتعدد رؤاهم حولها، فإنهم من ثمّ سيختلفون في عقائدهم الدينية. ولا يرى المتعصب لدين ما أي حسنات لأى دين آخر. وعلى ذلك فإن هذا التصنيف لا يقوم على أساس علمي بل يقوم على أساس الرؤية المذهبية المتعصبة والمتحيزة مقدما.
4- التصنيف الإحصائي للدين
وهو تصنيف يستند على أعداد المؤمنين بكل ديانة من الديانات، ومن ثم فهو يتدرج من أكثر الديانات أتباعا حتى أقلها في عدد التابعين. وهو من ثمّ تصنيف نسبي متغير، عليه كثير من المآخذ، إذ إنّ أهمية الأديان وقيمتها لا تقاس بعدد التابعين لها؛ فهناك أديان على قدر كبير جدا من الرقى والتقدم الديني ولكن أتباعها قليلون لأسباب قد تخص أصحاب الدين أنفسهم الذين يضعون قيودا على التحول إلى دينهم ويمنعون انتشاره مثل ما هو حادث في اليهودية؛ فهي ديانة توحيدية راقية ومتقدمة، ولكن أهلها حولوها إلى ديانة قومية خاصة بهم دون غيرهم، فمنعوا انتشارها وقل عدد أتباعها. وهناك ديانات كثيرة الأتباع ولكنها قليلة القيمة ومتدنية في فكرها الديني وهذا وضع الديانات البدائية المنتشرة في بعض مواضع القارة الأفريقية، وآسيا وأمريكا الجنوبية واستراليا. فضلا عن أن ثمة ديانات قليلة الأتباع لكنها ذات تأثير قوي وخطير في غيرها من الأديان كالزرادشتية ذات التأثير في كل من اليهودية والمسيحية، وكاليهودية ذات التأثير القوى في المسيحية. ولعل من أصعب ما يواجه هذا التصنيف من الانتقادات أن أعدادًا كبيرة من المنتمين إلى بعضها يعد انتماؤهم شكليا وبالاسم فقط، وهذا الأمر واضح جدا في أوربا وأمريكا وفى الاتحاد السوفيتي المنحل. إن معظم بل ربما كل هؤلاء يحصون ضمن المؤمنين بالمسيحية في حين أن الواقع أن كثيراً منهم تحولوا إلى العلمانية ورفضوا الدين وعدّوه أمراً شخصياً، وكذلك تقف ظاهرة تحول بعضهم من دين إلى دين آخر من دون الإحصاء الدقيق لأتباع هذا الدين أو ذاك.
ثانيا: التصنيفات العلمية للأديان
1- التصنيف الجغرافي للأديان
وهو تصنيف يعتمد على ما سمى في علم الجغرافيا بجغرافية الأديان وهو يختص بدراسة التوزيع الجغرافي للأديان وعمل الأطالس الجغرافية التي تحدد مناطق انتشار الأديان في العالم وتهتم بتحديد الصلة بين العوامل الجغرافية والفكر الديني وتأثير البيئة الجغرافية في العادات والتقاليد الدينية. ومن صور هذا التصنيف، النظر إلى الأديان من خلال التمييز بين أديان الشرق وأديان الغرب وذلك حسب تقسيم أقاليم العالم إلى شرقية وغربية، ومن صوره أيضا التصنيف القاري للأديان فيقال أديان آسيا، أو أديان أفريقيا أو أديان أوربا وهكذا. والحقيقة أنه تصنيف رغم استناده إلى بعض المعايير العلمية إلا أنه قاصر نظرا لأن ما يسمى مثلا بأديان الغرب مثل اليهودية والمسيحية والإسلام هي كلها أديان ظهرت في الشرق ولها أتباعها في كل مكان في العالم.
وإذا كان بعضهم ينظر إلى اليهودية والمسيحية تحديدا بأنهما ديانتان غربيتان فهذا خطأ لأنهما في الأصل ديانات شرقية كما قلنا، فضلا عن أنه لا يمكن أن ينظر إلى الإسلام على أنه دين غربي أو شرقي فهو جغرافيا ينتمى إلى الشرق وله انتشاره في الغرب. وهكذا الحال في ما ينظر إليه على أنها ديانات شرقية بحتة مثل الديانات الهندوسية والبوذية والكونفوشية والطاوية وغيرها. فهذه أيضا ديانات ظهرت في الشرق الآسيوي وخاصة الشرق الأقصى ولكن الآن لها أتباعها في كثير من دول العالم وخاصة في الغربي منه. وعلى أي الأحوال فإن هذا التصنيف الجغرافي للأديان إنما يستند على أساس علمي واضح يمكن الاستفادة العلمية منه في أحيان كثيرة حيث يحدد الأماكن التي يكثر انتشار أتباع ديانة معينة فيها وحجم هذا الانتشار، وتكشف هذه الدراسات الجغرافية للأديان عن حركة انتشار هذه الأديان وانتقالاتها مما يقضى باستمرار متابعة توزيع هؤلاء الأتباع وإعادة التوزيع الجغرافي لهم حسب الواقع الديني للشعوب.
2- التصنيف التأريخي للأديان
وهذا التصنيف معني بترتيب أديان العالم تاريخيا حسب ظهورها في التاريخ، فيقسم الأديان حسب عصورها التأريخية مثلما يقال أديان قديمة، وديانات وسيطة، وديانات حديثة وأحيانا ما يتم التقسيم التاريخي إلى ديانات بدائية وديانات حضارية. وهذا التصنيف رغم استناده إلى بعض الحقائق التاريخية إلا أنه تواجهه مشاكل عديدة مثل عدم تحديد زمان نشأة بعض الديانات بدقة، كما أن ثمة ديانات متزامنة في ظهورها ويصعب ترتيبها ترتيبا تأريخيا مثلما هو الحال في ديانات الزرادشتية والبوذية والكونفوشية والطاوية فكلها تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد وقد ارتبطت في ظهورها بشخصيات يحاط الكثير منها بأساطير تحجب الرؤية التاريخية لعصورهم وظروف تأسيس دينهم. كما أن التمييز بين أديان وسيطة وأديان حديثة غير دقيق لأن المقصود به ليس نشأة الدين وإنما فقط الأوضاع الدينية في العصرين الوسيط والحديث.
3- التصنيف الديني الموضوعي للأديان
وهذا التصنيف يعتمد على العامل الديني وليس على العلوم كالتصنيف الجغرافي أو التاريخي. ويعد هذا التصنيف أكثر التصانيف مناسبة للأديان؛ إذ يقوم على أساس من تشابه الأديان واختلافها في العقائد والمفاهيم الدينية، مثلما نصنف الأديان إلى أديان إلهية وأديان غير إلهية على أساس الإيمان بالألوهية، وهناك الديانات التعددية والديانات التوحيدية على أساس من التمييز بين الأديان التي يؤمن أتباعها بآلهة متعددة والديانات التي يؤمن أتباعها بإله واحد فقط. ويتبع المجموعة الأولى من الديانات معظم الديانات الشرقية واليونانية القديمة حيث تعددت فيها الآلهة وعبادة العناصر الطبيعية والكائنات الحية. أما المجموعة الثانية فهي تطلق على الديانات السماوية الإبراهيمية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام). وثمة ديانات تمثل مجموعة ثالثة من الديانات الثنوية أو الإثنية الثنائية مثل الزرادشتية، والمانوية، والمزدكية.
4- تصنيف على أساس التمييز بين الديانات السماوية والديانات الأرضية
فالديانات السماوية هي الديانات المنزلة من الله عبر الوحي، والديانات الأرضية مصدرها المعرفة الإنسانية الأرضية من دون الاعتماد على الوحي أو على أي مصدر خارجي للمعرفة. ويمكن أن يندرج تحت هذا التصنيف التمييز بين الديانات الفلسفية في مقابل ديانات التوحيد المعتمدة على الوحي الإلهي.
5- تصنيف على الأساس الديني نفسه
حيث يصنّف الأديان إلى عالمية وقومية أو عالمية ومحلية وذلك حسب رؤية من يؤمنون به لطبيعة دينهم وطبيعة علاقتهم بالإله المعبود؛ فالديانة العالمية يعتقد أهلها أنها ديانة صالحة لكل زمان ومكان وللعالم كله وليست خاصة بقوم دون غيرهم مثل الإسلام والمسيحية والبوذية فهي ديانات تقول بالعالمية، أما الديانة القومية أو المحلية فهي ديانات خاصة يعتقد أهلها أنها تخصهم دون غيرهم مثل الهندوسية واليهودية اللتين تدعيان الخصوصية ومنها أيضا الديانات القبلية البدائية التي يرتبط فيها الإله بالقبيلة وبالجماعة في رباط عرقي دموي ومثلها أيضا الديانات التي تعبد الآباء والأجداد.
واستنادا إلى هذا التصنيف الذي يعتمد على العالمية أو الخصوصية يمكن تقسيم الأديان إلى:
أ. أديان دعوية: تسعى إلى الانتشار وتقوم بجهود في سبيل نشر عقائدها ومفاهيمها.
ب. أديان غير دعوية: أو غير تبليغية إذ إنّ طبيعتها عدم تبليغ الدعوة لغير المؤمنين بها أصلا.
نماذج من تصنيفات الأديان
لغرض تسهيل دراسة الأديان ذهب العلماء إلى تصنيفها إلى العديد من التصنيفات منها:
أولا: التصنيف غير الإسلامي: حيث إن للعديد من علماء الأديان والفلاسفة التصنيفات الكثيرة التي جاءت نتيجة طبيعية لما يؤمنون به ويعتقدون، ومن تلك التصنيفات:
1- تصنيف الفيلسوف هيجل
حيث يذهب الفيلسوف هيجل إلى أن الأديان يمكن تقسيمها إلى:
أ. أديان طبيعية (فطرية): ويرى أن منها الأديان البدائية، وأديان الأقوام المتأخرة، وقسمها إلى قسمين:
- أديان تلقائية (سحر وغيره). كل الأديان الطبيعية والفطرية القديمة والحيثة منها في أفريقيا وغيرها.
- أديان ذات جوهر: وجعل منها أديان الصين: (الكونفوشيوسية والداوية)، حيث عدها أديان مقياس. ثم أديان الهند: حيث عد الهندوسية على أنها دين تخيل، والبوذية على أنها دين المراقبة الباطنية. وأديان الفرس: (الزرادشتية، المزدكية، المانوية)، إلى أنها أديان انتقلت من من صفة أديان طبيعية إلى أديان تحمل معاني الحرية والكفاح من أجل الذاتية وكان نتيجة ذلك أن أصبحت أديان الفرس دين الخير والنور. وفي سوريا دين الألم. وفي مصر دين الأسرار. وهكذا ...
ب. أديان ملهمة (موحى بها): ويرى أنها أديان ألهمت إلى أصحابها، وعد منها: اليهودية، التي اعتبرها دين السمو. والدين اليوناني (الإغريقي) والذي عده دين الجمال. والدين الروماني الذي سماه دين العقل.
ج. أديان مطلقة (كاملة): ويرى أنها أديان كاملة، وعنده أن (الديانة المسيحية) هي الديانة الكاملة والمطلقة الوحيدة.
2- تصنيف (رتيل)
حيث صنف الأديان إلى صنفين:
أ. الأديان الطبيعية
ومنها الطبيعية التي تمتاز بكثرة الحيوانات المعبودة، والأديان التي تتجلى بكثرة الشياطين وبالسحر (أدیان الأقوام المتوحشة) والأديان السحرية المطهرة أو المنظمة التي تتجلى بالشرك.
ب. الأديان الخُلقية
أي الأديان الملهمة الروحانية والأخلاقية حيث أدخل فيها أولا: التاعورية (مذهب لاعوت) والكنفوشية في الصين، والبرهمية والجينية في الهند، والمزدكية في إيران والموسوية واليهودية. وثانيا: البوذية والمسيحية والإسلام بوصفها أديانا عامة.
3- تصنيف سيبك (Siebeck)
يصنف سيبك الأديان إلى أدیان أخلاقية وأدیان منقذة فادية (مخلصة)، ويرى أن الأديان التي تقدمت دور الحضارة كانت أديانا تصدق خلقة الكون دون معان أخلاقية. أما الأديان الأخلاقية فمتفاوتة الدرجات کدين المكسيكيين والبرويين في أمیرکا، ودين الأكديين في العراق، ودين الصينيين والهندوس والجرمن والرومان. ويعتبر سيبك ألدين اليوناني أسماها، كما يعتبر اليهودية دين انتقال بين دين السلوك (الأخلاق) ودین الخلاص. ويعتبر البوذية الدين المنقذ الحق وذلك لإنكارها للعالم. أما المسيحية فيرى أنها الدين المنقذ الايجابي ويري في الإسلام عودة إلى دين الأخلاق.
واتجه مؤرخون آخرون إلى تصنيف الأديان على أساس أنساب الأقوام التي تدين بها وأوضاعها وأحكامها فقسموها من حيث الأنساب إلى قسمين:
1- الأديان السامية
أي أديان الأقوام التي تتكلم باللغة السامية، فجعلوا منها دین البابليين والآشوريين والفينيقيين واليهود والإسلام.
2- الأديان الآرية
وعدوا منها البرهمية، والبوذية، والزرادشتية، ودين اليونان والرومان.
بيد أن هذا التصنيف لا يساعد على دراسة الأديان وتدقيقها من حيث الغاية التي يرمي إليها التدقيق. وإذا كانت الأقوام السامية تتكلم بألسنة تفرعت من أصل واحد فإن بين أدیانها بونا شاسعا ولا يمكن بالتالي اعتبارها صنفا واحدا، وكذلك الحال بالنسبة للأديان الآرية.
ومن مؤرخي الأديان من أراد ان يقسمها إلى قسمين:
1- أديان توحيدية.
2- أدیان شركية.
غير أن الملحدين أي الذين ينكرون وجود الإله لا يدخلون في هذا التصنيف، كما أن الثنويين أي الأقوام الذين يعتقدون بوجود قوتين تتحكمان بالكون، قوة الخير وقوة الشر لا يدخلون أيضا في هذا التصنيف.
ومنهم من صنف الأديان إلى:
1- أديان قبلية، ومنها أديان القبائل الأفريقية وغيرها.
2- أديان قومية، وعدوا منها اليهودية والبرهمية.
3- أديان عالمية: ومنها البوذية والمسيحية والإسلام.
ورغم أن هذا التصنيف يجعل الحدود بين الأديان واضحة بحيث يمكن استخدامه بسهولة إلا أنه يعترض عليه لأنه غير منطبق على الواقع، لأن كثيرا من الأديان كانت في أول أمرها اديانا محلية (قومية) ثم انتشرت فاصبحت عالمية. يضاف إلى ذلك أنه لا يوجد فعلا دين عالمي بالمعنى الصحيح.
كما يمكن تصنيف الأديان استنادا إلى مفهومها عن الرب ومفهومها للتقوى وعن المثل العليا التي تدعو لها، ولكن التصانيف التي ورد ذكرها لا تتعدى ان تكون آراء ومقترحات صالحة للمناقشة، إلا أنها لا يمكن أن تكون شاملة ونهائية .
2- التصنيف الإسلامي
لم يصنف علماء الإسلام الأديان كما صنفها علماء الغرب بل صنفوها بالنظر إلى تأثيرها الأدبي؛ فقد قسم المسلمون الأديان إلى قسمين: الأديان الصحيحة والأديان الباطلة. وبتعبير آخر إلى الأديان الموحى بها والأديان الطبيعية. فالأديان الصحيحة في المؤسسة على الفضائل الاخلاقية والتي تطلب من معتنقيها أن يعبدوا إلها واحدة لا إله غيره، أما الأديان الباطلة فهي التي تخالف هذين الأساسين، وسمي مؤرخوا الأديان من المسلمين الأمم التي تدين بالدين الصحيح أهل الملل، أما معتنقوا الأديان الباطله فسموهم بأهل النحل، ومن هؤلاء الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) وابن حزم في كتابه (الفصل) حيث صنفوا الأديان إلى صنفين:
أ. أهل الملل: وهم أصحاب الأديان الصحيحة وعدوا منها (الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والمجوسية) حتى وإن حرفت هذه الأديان عن أصلها لأنهم يعدون أن الأصل فيها هو التوحيد وأنها حرفت لاحقا.
ب. أهل النحل: وهي الأديان غير الصحيحة أو الباطلة وعدو منها (الصابئة، وأهل الأوثان، وعبده النجوم، والبراهمة).
وهناك من المسلمين من صنفها باعتبار التوحيد إلى:
أ. أديان صحيحة: وهي الأديان التي تطلب من معتنقيها أن يعبدوا إلها واحدا لا إله غيره، وعدوا منها (الإسلام، اليهودية، والمسيحية) حتى وإن دخل التحريف بعضها إلا أن أصلها صحيح.
ب. أديان باطلة: وهي الديانات الوضعية التي قام بوضعها البشر، سواء أكانوا أفراد أم جماعات وتدعو إلى عبادة العديد من الآلهة كالهندوسية، أو عبادة بشر كالبوذية، والكونفوشيوسية، والجينية، وغيرها.
وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم